نبأ تايمز / متابعات
يبدو أن منطقة البحر الأحمر وباب المندب، مقبلة على مزيد من التصعيد في ظل استمرار ارتفاع المخاطر التي تهدد الملاحة الدولية المارة في هذه المنطقة الاستراتيجية عقب الضربات العنيفة التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على مواقع تابعة للميليشيات الحوثية- ذراع إيران في اليمن.
نحو 3 شركات شحن عملاقة تدير نحو 350 سفينة مخصصة لنقل النفط، أعلنت تجنبها المرور عبر البحر الأحمر، عقب ارتفاع المخاطر الجيوسياسية وتصاعد التوتر في المنطقة بعد الضربات الأميركية البريطانية على أهداف حوثية.
وأكدت شركات “تي أو آر إم” (Torm)، التي لديها نحو 80 سفينة، و”هافنيا” (Hafnia)، التي تمتلك 117 ناقلة وتدير نحو 90 ناقلة، و”ستينا بولك” (Stena Bulk)، التي تمتلك نحو 60 ناقلة، وقف كافة عمليات العبور من مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب حتى إشعار آخر.
توقف إرسال السفن النفطية عبر البحر الأحمر، يعد دليلا على أن الهجمات الأميركية والبريطانية أدت إلى زيادة في الاضطراب الذي تعانيه أسواق النفط بالفعل. وتزيد من المخاطر المهددة للملاحة الدولية المارة عبر باب المندب وصولاً إلى قناة السويس.
ومنذ بداية الأزمة في البحر الأحمر، تركزت معظم الهجمات الحوثية على سفن نقل الحاويات التي تحمل السلع المصنعة، وهو ما أسفر عن تغيير مسار التجارة بطريقة كبيرة في هذا الجزء. وعلى العكس باقي ناقلات الطاقة التي حولت مسارها بشكل محدد دون إن تتأثر أسعار النفط.
إلا الميليشيات الحوثية غيرت استراتيجية استهدافها عقب الضربات الجوية، وأصبحت ناقلات النفط هدفاً لهجماتها وهو ما دفع بشركات الناقلات النفطية العملاقة إلى الإعلان عن تجنب المرور بالبحر الأحمر حتى إشعار آخر. وبرز هذا التوجه عقب تعرض ناقلة تحمل نفطا روسياً إلى هجوم صاروخي قبالة سواحل اليمن وفقاً لما أعلنته شركة أمبري البريطانية للأمن البحري.
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقريرا، الجمعة، عن إطلاق صاروخ على بعد 90 ميلا بحرياً من جنوب شرق مدينة عدن الساحلية اليمنية. مضيفة: “أبلغ الربان عن سقوط صاروخ في الماء على بعد ما بين 400 و500 متر، وكانت تتبعه ثلاثة زوارق صغيرة”، مضيفة إنه لم تقع إصابات أو أضرار. وأوضحت أمبري “هذه هي الناقلة الثانية التي يستهدفها الحوثيون وتحمل نفطا روسياً”.
ويؤكد الكثير من المحللين والخبراء العاملين في قطاع الشحن الدولي، أن احتدام الموقف في البحر الأحمر، سيدفع الكثير من شركات الشحن وناقلات النفط إلى التفكير في الاستمرار بتجنب العبور حتى عودة الأمن. موضحين أن حركة الناقلات عبر المنطقة تراجعت بما يتراوح بين 15% إلى 20%.
وأظهرت بيانات تتبع السفن الرقمية، عن تغيير 8 ناقلات نفطية على الأقل طريقها بينما كانت متجهة نحو مضيق باب المندب. ومعظم تلك الناقلات كانت متوجهة صوب قناة السويس وغيرت وجهتها أثناء تواجدها قبالة خليج عدن، واتجهت صوب مسار رأس الرجاء الصالح “جنوب إفريقيا”.