نبأ تايمز/متابعات
تناول عدد من الخبراء السياسيين في ندوة مشتركة التداعيات المحتملة لإدارة الرئيس الأمريكي ترامب على اليمن ومنطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الخليج وإيران وأذرعها.
وحسب ملخص الندوة التي نظمها مركز واشنطن للدراسات اليمنية، فقد ترأست الجلسة فاطمة أبو العصار، محللة سياسية أولى في مركز المرأة والشباب، وشارك في الندوة كل من محمد صالح، زميل أول غير مقيم في معهد أبحاث السياسة الخارجية، وآدم تي كليمنتس، دبلوماسي سابق ومسؤول في البنتاغون، بالإضافة إلى مصطفى ناجي الجبزي، مرشح الدكتوراه ودبلوماسي سابق.
وقد ركزت المناقشات على الصراع الدائر في اليمن، التوترات بين إيران وإسرائيل، واستراتيجيات المجلس الرئاسي اليمني والحلفاء في الخليج في مواجهة التهديد الحوثي.
وتطرقت إلى الحاجة إلى حلول مستدامة في اليمن، واحتمالية إيجاد إطار أمني إقليمي، وأهمية مواءمة الاستراتيجيات الأمريكية مع قدرات الحلفاء الإقليميين.
وقد حلل المشاركون السياسات المتوقعة لإدارة ترامب القادمة، وأشاروا إلى التحولات المحتملة في الضغط على إيران ووكلائها، وخاصة الحوثيين.
وأكدوا أن إيران ومحورها في وضع أضعف حاليًا نتيجة الحملة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل، والتقدم الأخير للمعارضة المناهضة للأسد في سوريا.
ومع ذلك، لاحظوا أن الجاذبية المحلية للحوثيين قد زادت نتيجة التدخل الدولي، مما يعقد الديناميكية الداخلية في البلاد.
وسلط صالح الضوء على التوترات بين النزعات التدخلية والانعزالية في الإدارة، واقترح حملة ضغط قصوى محتملة على إيران، كما أشار إلى المخاوف داخل إيران بشأن تجدد العقوبات والاضطرابات الداخلية.
وشدد كليمنتس على ضرورة أن تحدد الولايات المتحدة أولوياتها في اليمن، وتوازن الجهود العسكرية والاقتصادية مع الاستراتيجيات الدبلوماسية.
وأكد على أهمية التدخلات العسكرية الدقيقة وتعزيز المشاركة بين إيران والمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن الضربات الجوية الأمريكية وتخصيص الموارد يجب أن يتجنبا تفاقم التحديات الإنسانية مع دعم المواطنين اليمنيين بشكل فعال.
واقترح كليمنتس استمرار التعاون الأمريكي مع حلفاء الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
وأضاف أنه يجب تعزيز التعاون الأمني على نطاق صغير، وتخصيص الموارد البحرية الاستراتيجية لمكافحة شبكات التهريب.
وأشار المشاركون إلى أن الحوثيين يستخدمون الصراع في غزة لتبرير هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، ويترتب على ذلك عواقب محتملة لوقف إطلاق النار في غزة.
وقالت أبو العصار إن وقف إطلاق النار في غزة قد يقلل من مبرر الحوثيين لعدوانهم في البحر الأحمر، لكنه قد يعيد توجيه تركيزهم نحو الداخل، مما يؤدي إلى تكثيف هجماتهم نحو باب المندب، وهو ما يشكل مخاطر جسيمة على استقرار اليمن وأمن هذا الممر الاستراتيجي الحيوي.
وتناول الجبزي تعقيدات الصراع اليمني وإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل إدارة ترامب القادمة.
وأكد أن العقوبات وحدها لن تغير ديناميكيات القوة، وحث الولايات المتحدة على تمكين الحكومة اليمنية وإشراك الجهات الفاعلة المحلية في مبادرات بناء السلام.
وشدد النقاش على المخاوف بشأن التأثير الإنساني للسياسات العدوانية، مشيرًا إلى أن الشعب اليمني يعيش ظروفًا إنسانية أسوأ خلال الهدنة الحالية، حيث شهدت السنوات القليلة الماضية انخفاضًا في المساعدات الإنسانية وزيادة عدوانية الحوثيين.
وأشار أبو العصار إلى أن الحوثيين صعدوا من حملة الاعتقالات ضد العاملين في المجال الإنساني والمعلمين اليمنيين، واحتجزوا موظفي الأمم المتحدة، مما عزز مناخ العداء تجاه المساعدات الإنسانية وقلص بشكل حاد من جهود الإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وفيما يتعلق باستراتيجيات مواجهة نفوذ إيران في اليمن، أكد صالح على أهمية ممارسة الضغط المستمر على شبكة وكلاء طهران، بينما شدد الجبزي على نقطة ضعف الحوثيين، وهي اعتمادهم العميق على الدعم الإيراني.
وأكد كل من الجبزي وكليمنتس على ضرورة توحيد القوى المناهضة للحوثيين مع الحفاظ على المساءلة، في حين أثارت العصار مخاوف بشأن تطور الديناميكيات بين إيران وروسيا، وتأثير ذلك على اليمن، واقترح كليمنتس أن تستخدم الولايات المتحدة الدبلوماسية مع الدول الإقليمية للتعامل مع روسيا ومنعها من لعب دور المفسد في الشرق الأوسط.
وناقشت الندوة إمكانية وجود إطار أمني إقليمي لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وخاصة في اليمن ودول الخليج، حيث أشار صالح إلى أن تراجع النفوذ الإيراني قد يمكّن من إعادة هيكلة تحالفات الأمن الإقليمي بما يتوافق مع مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
ووفقًا لملخص الندوة، فإنه لا توجد حاليًا ضمانات أمنية للخليج أو اليمن، وأن المملكة العربية السعودية، على وجه الخصوص، معرضة لهجمات الحوثيين والنفوذ الإيراني، مما يدفعها إلى التفكير في نظرة أكثر دبلوماسية للصراع، والتي غالبًا ما تُنظر إليها على أنها استرضاء للحوثيين.
وذكر أن هناك تصورًا عامًا بأن الصراع المطول في اليمن أدى إلى إضعاف مكانة المملكة العربية السعودية إقليميًا، وتكبد تكاليف إنسانية واقتصادية كبيرة لليمن والمنطقة الأوسع.
وفي ختام الندوة، ناقش المشاركون التوازن بين بناء السلام والتدخلات المحدودة، حيث أعرب الجبزي عن عدم اليقين بشأن استراتيجيات إدارة ترامب القادمة، لكنه سلط الضوء على الحاجة إلى عمليات سلام شاملة.
ودعا كليمنتس إلى مراعاة الاعتبارات الإنسانية وإعادة معايرة استخدام الموارد، في حين اقترح صالح دمج الجهات الفاعلة من الدول وغير الدول في إطار أمني إقليمي جديد.
واتفق المشاركون على أهمية تعزيز التحالفات الإقليمية، ومعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن، وإعادة تعريف مشاركة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مؤكدين على أن اتباع نهج متوازن سيكون أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز المصالح الأمريكية وتعزيز الاستقرار في اليمن والمنطقة.